ملحمة إنسانية في مطار دبي: "قمة السرعة" يُسطّر أروع صور العطاء في استقبال ضيوف الرحمن

مطار دبي الدولي، مبنى رقم 1 – في لوحة إيمانية مهيبة تعكس كرم الضيافة الإماراتية الأصيلة، تألّق فريق قمة السرعة التطوعي – جمارك دبي منذ يوم الاثنين، 9 يونيو 2025، في استقبال حجاج بيت الله الحرام العائدين إلى أرض الوطن عبر مطار دبي الدولي. لم تكن هذه مجرد فعالية عابرة، بل ملحمة إنسانية متواصلة، حيث سطّر المتطوعون بجهودهم الدؤوبة على مدار الساعة أروع الأمثلة في التفاني والإخلاص، مقدمين نموذجًا استثنائيًا يُحتذى به في خدمة ضيوف الرحمن.
جهود استثنائية وفرحة لا تقدر بثمن
منذ اللحظة الأولى التي حطت فيها أولى رحلات الحجاج، انتشر أعضاء فريق قمة السرعة في صالات الوصول بابتسامات دافئة ووجوه مشرقة تنبض بالترحاب، مستعدين لتقديم كل يد عون ومساعدة. دورهم تجاوز المهام التنظيمية ليصل إلى مواقف إنسانية عفوية، لامست القلوب وخلّدت في ذاكرة الحجاج العائدين صورًا من المحبة والتقدير.

مواقف تُجسّد أنبل معاني العطاء
في خضم العمل المتواصل، برزت العديد من المواقف الإنسانية التي تستحق الثناء:
- رعاية كبار السن بكل حب: في مشهد مؤثر، لوحظ حاج مسن يبدو عليه الإرهاق الشديد. على الفور، هرع إليه اثنان من متطوعي الفريق، وقدما له كرسيًا متحركًا، ولم يتركاه لحظة، بل رافقاه خطوة بخطوة بكل صبر واحترام حتى منطقة استلام الأمتعة، ليرسموا على وجهه ابتسامة رضا وامتنان.
- ضيافة لا تتوقف: مع تباين مواعيد وصول الرحلات على مدار اليوم والليلة، حرص الفريق على توفير مياه الشرب الباردة والعصائر والمناشف المبردة بشكل مستمر. وفي إحدى المناوبات الليلية، فوجئ حجاج رحلة قادمة في ساعة متأخرة بمتطوعي الفريق وهم يستقبلونهم بهذه الضيافة، مما أضفى عليهم شعورًا بالراحة والاهتمام الفائق بعد عناء السفر.
- توثيق إعلامي راقٍ: إلى جانب المساعدة المباشرة، قام متطوعو الفريق بتوثيق هذه اللحظات المباركة بأسلوب احترافي، حيث التقط مصور الفريق صورًا معبرة عن روح الود والتقدير، ونشرها لتعزيز الروح المعنوية وإلهام المزيد من العطاء.

شهادة من قيادة العطاء
وفي حديث يملؤه الفخر، تحدثت الأستاذة جميلة أم عبدالله، قائدة الفعالية، عن هذه الجهود الدؤوبة قائلة:
"الروح المعنوية بين المتطوعين عالية جدًا، ولله الحمد. كل فرد من أفراد فريق قمة السرعة يشعر بفخر وشرف لا يضاهى وهو في خدمة ضيوف الرحمن. العمل مستمر بمناوبات على مدار الساعة لضمان استقبال كل حاج بابتسامة وترحيب حار. الجميع هنا يعمل بقلب واحد وهدف مشترك، وهو عكس الصورة المشرفة لدولتنا الحبيبة."
وأضافت بكل اعتزاز:
"رسالتنا واضحة: دولة الإمارات العربية المتحدة، متمثلة في أبنائها المتطوعين من فريق قمة السرعة، تفتح ذراعيها لضيوف الرحمن. نريد أن يشعر كل حاج بأنه في وطنه الثاني، وأن يغادر بذكرى عطرة عن هذه الأرض الطيبة. هذا هو واجبنا وهذا شرف عظيم لنا."

تحديات تُقابل بعزيمة لا تلين
وعن التحديات، أوضحت قائدة الفعالية:
"التحدي الأكبر يكمن في الحفاظ على نفس المستوى من الطاقة والحماس والجاهزية على مدار أيام وساعات طويلة ومتواصلة. لكن بفضل الله ثم بفضل التزام أعضاء فريق قمة السرعة وتفانيهم، بالإضافة إلى التنظيم المحكم للمناوبات، نتغلب على هذا التحدي يوميًا. لدينا 15 متطوعًا ومتطوعة من موظفي مطار دبي، وهذا العدد، بفضل إخلاصهم، كان كافيًا لتقديم خدمة نموذجية."

يستمر فريق قمة السرعة التطوعي – جمارك دبي في كتابة فصول مضيئة من العطاء، مؤكدًا أن خدمة الحجاج ليست مجرد مهمة، بل هي شرف وعبادة. ومع كل حاج يغادر مطار دبي بسلام، حاملاً معه ذكريات الحج وذكريات الترحيب الإماراتي الأصيل، يزداد يقيننا بأن هذه الأيادي البيضاء هي التي تصنع الفرق وتترك أثرًا طيبًا لا يمحوه الزمن.